الثلاثاء، 2 يوليو 2013

السر فى النوم ليلا والاستيقاظ نهار




أن يصبح المرء كالموتى الأحياء، ويشعر بعدم قدرته على التنبه وأداء ما عليه من مهام... إنها حالة تمر بها بعض الفتيات خاصة في مرحلة المراهقة، وإذا لم يتجاوزنها تتحكم في حياتهن. عندها تشعرين أنك عاجزة عن مغادرة الفراش، حتى أن والدتك تخرجك منه بالقوة. وتشعرين كما لو كنت تسقطين في غيبوبة كلما جلست بحجرة الجلوس أمام التلفاز ، وتنتابك رغبة شديدة في النوم إذا حان موعد ذهابك لأداء التمرينات الرياضية في النادي الصحي، وإذا لم تنامي لبعض الوقت في فترة العصر، تفشلين في الحفاظ على نشاطك أو عمل أي شيء مطلوب منك إنجازه أو حتى استيعاب ما تستمعين إليه بشكل صحيح، فإذا كنت مثلا تتلقين درسا أو محاضرة في ذلك الوقت، تجدين صعوبة كبيرة في إبقاء عينيك مفتوحتين، ناهيك عن فهم ما يقوله المدرس!

ولكن بمجرد دخول الليل، ينعكس الوضع تماما، وكلما تقدمت ساعات المساء ازداد نشاطك وزاد تركيزك وحيويتك وقدرتك على الإنجاز والفهم!! فما هذا الذي يحدث، وما تفسيره؟

الأمر بمنتهى البساطة له علاقة بالساعة البيولوجية للإنسان، والتي تكون مصابة بالاضطراب الكامل خلال مرحلة ما قبل العشرين، وهو ما يعني أنها لا تلتزم أبدا بالمواعيد والأوقات التي يقول الآخرون (الوالدان والمدرسة أو الجامعة والنادي... إلخ) بأن عليك أن تكوني مستيقظة ومنتبهة وفي كامل تركيزك خلالها... لكن لماذا يحدث ذلك؟

الأمر له علاقة بالبلوغ لدى الفتيات، فبعد تمام هذه المرحلة، يفرز الجسد هرمون الميلاتونين، الذي يجعل الفتاة في حالة من النعاس والرغبة في النوم في مواعيد مختلفة عن المواعيد الطبيعية التي ينام فيها الكبار. وبالتالي يصبح نظام الحياة بالنسبة للفتاة في هذه الحالة معكوسا، فهي ترغب في النوم طوال النهار عندما يكون الآخرون في قمة انتباههم ونشاطهم، بينما تشعر بالنشاط وحيوية طوال ساعات الليل أثناء استغراق الآخرين في النوم وخلودهم إلى الراحة!

وعندما تمر الفتاة بهذه الحالة، فإنها تفقد حساسيتها نحو ضوء النهار وأشعة الشمس، التي تتسلل من نافذة غرفتها في الصباح، فلا تعيرها انتباها على الإطلاق وتواصل نومها كما لو أن النهار قد أصبح بالنسبة لها ليلا.

تم اكتشاف هذه الحقيقة الأخيرة من خلال إحدى الدراسات، التي وجدت أن أشعة الشمس وضوء النهار في هذه الحالة لهما على الفتاة المراهقة تأثير مماثل لكوب من اللبن الدافيء الذي يشربه الإنسان ليلا ليساعده على الاسترخاء والنوم بعمق!

الجميل في الأمر أن الخبراء يؤكدون أن ما يحدث للفتيات المراهقات من النوم لفترات طويلة خلال النهار، يعتبر مفيدا وأساسيا للصحة العقلية والعصبية في هذه المرحلة السنية، حيث إن جسد المراهقة يحتاج للنوم ما بين 9 إلى 10 ساعات يوميا، بعكس الكبار الذين يكفيهم ما بين 7 -8 ساعات من النوم يوميا. ولهذا فإن الفتيات اللاتي لا يحصلن على الكمية الكافية من النوم يوميا خلال مرحلة المراهقة تحدث لهن مشاكل في الجهاز العصبي، ويظهر تأثيرها لاحقا.

ما الذي عليك فعله؟

بعيدا عن شهور الدراسة، وهي الأوقات التي تجبرك على الالتزام بمواعيد استيقاظ ونوم محددة لأداء العديد من الالتزامات، حاولي خلال إجازة نصف العام، والإجازة الصيفية الاستسلام لرغبتك في النوم لفترات طويلة لأنه أمر مفيد لصحتك في هذه المرحلة العمرية. ولتجاوز رغبتك في النوم خلال نهار العام الدراسي، حاولي ممارسة بعض التمرينات الرياضية خلال النهار بعد العودة من المدرسة أو الجامعة لمدة 10 دقائق فقط، وتجنبي تناول الأطعمة الدسمة لأنها ستزيد من إحساسك بالنعاس، وكذلك ابتعدي عن تناول المشروبات المنبهة، كالقهوة والشاي والنسكافيه لأنها مليئة بمادة الكافيين الضارة.




فوائد النوم المبكر
تحتاج الفتيات في مثل مرحلتكِ العمرية لنيل قسط كافٍ من الراحة كل يوم كي تستعيد نشاطها وتجدد حيويتها وإقبالها على الحياة. وليس من المفترض أن تمنح المراهقة في عمركِ نشاطاتها اليومية القدر الأكبر من الاهتمام على حساب راحتها، فبدلاً من السهر لساعات طويلة والجلوس أمام التلفاز لمشاهدة البرامج أو إجراء الدردشة عبر الإنترنت، وبدلاً من قضاء الوقت في الثرثرة في أمور تافهة مع الصديقات أو الإفراط في ممارسة الأنشطة المفضلة، من الأفضل للمراهقة الحصول على قسط من الراحة يلهي ذهنها عن متاعبها اليومية ويمنحها شحنة قوية لاستعادة القدرة على مواصلة أداء مهامها الأساسية بما يلزمها من صفاء للذهن وقدرة بدنية.
وللحصول على نوم هادئ، هناك أساليب مقترحة يُنصح باتباعها لضمان إتمام عملية النوم التي لا غنى عنها مع الاستفادة بالقدر الأكبر من فوائد النوم، والتي من أبرزها الحفاظ على النضارة وتجديد النشاط.

نظمي وقتكِ

امنحي نفسكِ فترة من النوم لا تقل عن ثماني ساعات يومياً، لا أكثر ولا أقل. ولا تظني أن الإفراط في النوم لن يضركِ، فأعراض الكسل والنعاس التي تصيبكِ عند النوم لوقت محدد هي نفسها ستصيبكِ في حالة النوم لوقت أطول من اللازم. وإذا اخترتِ لنفسكِ وقتاً محدداً كل ليلة للنوم فتأكدي أنكِ حينها ستنعمين بنوم عميق وهادئ.

لا تصحبي الحاسوب أو الجوال إلى فراشكِ

لا تأخذي أي جهاز متطور إلى فراشكِ كي تضمني عدم التعرض لأي نوع من الإزعاج، سواء بتلقي اتصال أو رسالة أو دعوة للدردشة في وقت متأخر. وإذا خلدتِ إلى النوم والجوال في يدكِ فلن تنعمي بما يحتاج إليه جسدكِ من الراحة.

افتخري بالتزامكِ بالنوم المبكر

تأكدي من أن عادة النوم المبكر ستفيدكِ من عدة جوانب، فهي ستعودكِ على تقليص ساعات الدردشة والثرثرة في أمور تافهة مع الصديقات وستدعم صحتكِ وتزيد من بشاشة وجهكِ في الصباح. كوني على ثقة بأن تجاهل صديقاتكِ لتلك العادة الصحية سيضرهن وأنكِ على صواب باستغنائكِ عن العديد من العادات المضرة التي ينغمسن هن فيها، فإذا انتقدتكِ إحداهن لعدم التواصل معها بالقدر الكافي من الوقت فأكدي لها أنكِ تفضلين صحتكِ على سائر الأمور.

تجنبي تناول المسليات والمكيفات ليلاً

تناول الكولا أو القهوة أثناء الليل مضر، ليس بسبب ما تحويه من سعرات حرارية زائدة، بل لتأثيرها السلبي على عمل جهازكِ الهضمي أثناء النوم. ابتعدي عن تناول المسليات واستبدليها بثمرات الفاكهة أو الخضروات الطازجة.

دوّني أفكاركِ بدلاً من إشغال ذهنكِ بها

إذا كان ما يؤرق نومكِ هو التفكير في أمور شخصية فالأفضل من التفكير فيها هو تدوينها على الورق، فهذا سيمنحكِ بعض الراحة وسيمنح ذهنكِ بعض الصفاء. دوّني كل فكرة تخطر ببالكِ بدلاً من الانشغال بها إذا ما فرغتِ من مشاغلكِ اليومية وخلدتِ إلى فراشك.

استرخي

خذي حماماً دافئاً وبدّلي ملابسكِ قبل الخلود إلى النوم كي تنال عضلاتكِ شيئاً من الراحة والاسترخاء. واستعيني بغسول طيب الرائحة في الاستحمام.

استمعي إلى أصوات هادئة

لمَ لا تستمعين إلى موسيقى هادئة أو لأصوات طبيعية، كأصوات البحار أو الأمطار أو الرياح، كي تهدأ أعصابكِ وتشعري بالنعاس. ابتعدي عن الموسيقى الصاخبة أو الأغاني لأنها ستشغل تفكيركِ وتلهيكِ عن النوم.

تجنبي السكريات والنشويات قبل النوم

الأطعمة التي تحتوي على قدر كبير من السكريات أو النشويات ستفقدكِ قدرتكِ على النوم بسلام، فمع انخفاض ضغط دمكِ قد تفيقين وتفقدين الرغبة في النوم لبقية الليلة.

اخفضي الإضاءة قدر المستطاع

قد تصابين بنوع من الإزعاج إذا ما كانت غرفة نومكِ مضاءة ولو بضوء خافت، خاصة وأن الإضاءة تعرقل إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على ضبط عمل جسم الإنسان ويساعد على النوم.

امتنعي عن تناول السوائل قبل النوم

لا داعي لشرب سوائل قبل النوم بساعتين على الأقل، فهذا سيقلل فرص الرغبة في التبول أثناء النوم
 - See more at: http://8rebaaa.blogspot.com/2013/07/blog-post_8128.html#sthash.KQdHAVIy.dpuf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق